جيل جهاز التحكم عن بعد
و أنا أتأمل الوجوه المختبئة وراء الحواسيب بمقاهي الأنتيرنيت التي انتشرت بكل الأحياء، تثيرني حركات أطفال و فتية يتعاملون مع الملمس و الفأرة بكل تلقائية. نفس الإحساس ينتابني و أنا أرى آ خرين يدخلون غرف الدردشة يغالبون اللغة من أجل التعبير عما يودون الإفصاح به. قد يجدون صعوة في التعامل مع اللغة فيحتالون عليها، كأن يكتبون بحروف لاتينية كلمات تقرأ بالعربية. لكنهم لا ينهزمون أمام الآلة. إحساس ينتابني أمام إصرار ابنتي الصغيرة التي لم تتجاوز بعد القسم الثالث من التعليم الابتدائي على تشغيل اللعب التي تهوى في الحاسوب. فتراها تعالب الملمس و تتحكم في الفأرة و تتمكن من الحصول على نتائج غالبا ما أعجز في تحقيقها. أما أختها التي تدر بالسنة الثانية إعدادي فإن ولعها بالموسيقى جعلها تتقن الإبحار و التحميل و ما إلى ذلك من التقنيات التي يرغب الكثير من زملائي في تعلمها. بل إن الكثير منهم يرجونني لتخصيص أوقات لتعليمهم فنون الإبحار و التعامل مع بعض البرامج المكتبية من يتجاوب معي ببطء شديد.
تلك الأجساد الصغيرة التي تحجبها الحواسيب في مقاهي الأنتيرنيت. تتعامل بكل تلقائية مع هذه الآلة التي يراها الكثير من أبناء جيلي عجيبة؛ دون أن ينشغل بقدرتها التخزينية و لا بسرعة معالجه. بل لا يكلف نفسه التساؤل عما إذا كانت تتوفر على قرص مدمج. هذه جزئيات لا تعوقه من التحكم في الآلة و إخضاعها لرغبته.
لانا أن نتساءل عن هذه القدرة العجيبة ف أطفال اليوم و تلامذتنا من هذ القدرات التي لا تتوفر في الكثير من أبناء جيلنا نحن الآباء. تراهم يشغلون الهائي المقعر بسلاسة و يبحثون عن قنوات تلبي رغباتهم البريئة و منا من يحتاج إلى تقني إذا أراد أن يبحث عن فضائية جديدة. تفسير ذلك يعود بكل بساطة أننا أمام جيل تعلم المشي و الكلام في نفس الوقت الذي تعلم فيه التعامل مع الآلة. بل إن أغلب الآلات ولدت معهم و بالتالي يمكن اعتبارها أقرانا لهم بدءا من جهاز الفيدو مرورا بالهوائي المقعر وصولا إلى جهاز VCD و DV . جيل أمسك بيده منذ أن تعلم تشغيلها جهاز التحكم عن بعد.
هذا الجيل هو المستهدف بكثير من البرامج التي تفكر في جودة التعليم و تدعو إلى الاستئناس بوسائل الإعلام و الاتصال و تدعو إلى خلقوسائل بيداغوجية أكثر إثارة للتلميذ و ذلك باستعمال برانم تكون قادرة على جلب اهتمام التلميذ. ما هي الأداة لتطبيق مثل هذه التوجهات؟ إنها المدرسين من جيل الآباء؟
لنتخيل أن مدرسا منهم بعد أن تلقى تكوينا أوليا يمكنه من التعامل مع بعض البرامج بل و تجعله قادرا على إنتاج درس بواسطة الحاسوب. ها هو الآن يهم بدخول القاعة المتعددة الوسائط. أسئلة كثيرة تشتت تركيزه. ترى ماذا لو توقف الحاسوب فجأة عن التجاوب؟ ما ذا لو أن القرص المرن الذي حفظت فيه الملف الذي سأشتغل عليه فجأة لم يفتح؟ و كيف سيكون ردي أمام تساؤل يتجاوز قدراتي في التعامل مع الآلة؟؟؟ أسئلة تمتتح من مقولة أحمد شوقي التي تجعل للمعلم مكانة قريبة مكانة الرسل. معلم يمتلك المعرفة. و التلميذ وعاء فارغ لا يمتلئ إلا حينما يريد المعلم ذلك. معلم لم يمل من سماع لازمة الآباء (اذبح و أنا أسلخ) ما دام هو القناة الوحيدة التي تنتقل عبرها المعرفة. ما موقع هذا المعلم في عالمنا الآن؟ عالم يحتم على المعلم أن يكون موجها للتلميذ و ليس قائدا و أنه يقوم بعملية التعليم و التعلم أمام تلميذ قادر على التعلم الذاتي لو استثمرت قدراته العقلية.
ألا يجدر بنا أن نفكر في عمل مثل هذا أن نوظف قدرات أبناء جيل جهاز التحكم عن بعد لجعلهم مساعدين لنا في إنجاح مل هذه البرامج؟ أ لا يجدر أن نفكر و نحن نؤسس أندية الإعلاميات أن نفكر في جعل التلاميذ الذين يحسنون التعامل مع الحاسوب مسؤولين بها يؤطرون زملاءهم و يمدون يد العون للمدرس؟ هل يقدر لبرنامج مثل أليف أن يقطع أشواطا لو أبعدنا التلميذ عن مراحل التخطيط و الإعداد للأنشطة و البرمجة؟
أسئلة كثيرة لعل البعض منها سيتضيء بعض جوانبه تعليقات الزوار الكرام
22/10/2005 - مشروع أليف بالرشيدية
انخرطت إعداية مولاي رشيد بالرشيدية في مشروع أليف منذ أ، خضع عشرون من أطرها التربوية و الإدارية لتكوين في ورشة احتضنها مركز تكوين المعلمين أيام 4 و 5 و6 من شهر يوليوز سنة 2005 في محور إدماج تقنيات الإعلام و التواصل في التربية تندرج في إطار مشروع alef "تحسين جودة التعليم و التأهيل للعمل من أجل مستقبل أفضل" المعتمد من طرف الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID المنجز بشراكة مع وزارة التربية الوطنية و تنفيذا لبرنامج TIC.
و قد تضمن برنامج الورشة التكوينية شقا نظريا تم من خلاله التأكيد على دور وسال الإعلام و التواصل في النهوض بالتربية باعتبلره وسيلة تقرب المسافات و تشجع على التواصل مع الآخر إضافة إلى ما تتيحه هذه الوسائل من قدرة على مخاطبة الناشئة خضوضا إذا استغلت أجسن استغلال. في جين تمركز الجانب التطبيقي على التعامل مع موقع الشبكة الدولية للتربية و الموارد من خلال التسجيل في منتدياته و دخول بنك المعلومات الخاص به و كذا إمكانية إشراك التلاميذ في هذه العملية.و العمل على مشاريع و إعداد سناريوهات تربوية تعتمد تقنيات الإعلام و التواصل. و قد تم تسليم شواهد المشاركة في هذه الورشة في ختام أشغالها.
و مباشرة بعد الدخول المدرسي تم تجهيز المؤسسة في إطار نفس المشروع بتسع حواسيب مرنبطة بشبكة الأنتيرنيت كما عقد المنسق الجهوي للمشروع ببجهة مكناس تافيلالت اجتماعا مع الأطر التي سبق لها أن استفادت من الدورة التدربية تم خلاله انتخاب الأستاذ عبدالعالي عبدربي منسقا للمشروع بالمؤسسة . و الان يتوجه اثنان من أطر المؤسسة إلى مدينة الرباط للاستفادة من دورة تدريبية في صناعة الوسائل البيداغوجية على أن تلتحق مجموعة ثانية خلال الشهر القادم بالدار البيضاء للاستفادة من دورتين تدريبيتن في الصيانة و تكوين الأطر
هذا و الإجراءات قائمة لإعطاء الانطلاقة للعمل داخل القاعة متعددة الوسائط حيث يبدأ العمل في البداية بتلقين الأساتذة المبادئ الأولية في الإعلاميات كم سيتم خلق خلية أولية من التلاميذ لتشارك في المشروع في انتظار استكمال تكوين الأساتذة ليتمكنوا هم أيضا العمل رفقة تلاميذتهم بالقاعة
و من المنتظر أن تعرف القاعات مستقبلا أنشطة متنوعة منها مسابقات ثقافية و عروضا و دروسا يتم فيها اسخدام الحاسوب و الأنتيرنيت كما أنني سأعمل على جعل التلاميذ يغنون هذه المدونة بآرائهم و ارتساماتهم بعد أن يستأنسوا بهذا العمل
مشروع أليف ALEF "الرفع من جودة التعليم من أجل استخدام أحسن و مستقبل أفضل" "Advancing Lerning And Employability For A Better Futre" مشروع يمول من طرف الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية المعروف اختصار باسم USAID يمتد زمن إنجازه عبر أربع سنوات (مع إمكانية إضافة سنة) أي من دجنبر 2004 إلى نونبر 2008 (أو 2009). وشركاء المشروع هم:
- وزارة التربية الوطنية و التعليم العالي و تكوين الأطر و البحث العلمي.
- كتابة الدولة المكلفة بالتكوين المهني.
- كتابة الدولة لامكلفة بمحاربة الأمية و التربية غير النظامية.
- وزارة السياحة و الصناعة التقليدية.
- وزارة الفلاحة و التنمية القروية و الصيد البحري.
- وزارة النالية و الخوصصة.
و يستهدف المشروع المناطق التالية: المناطق شبه الحضرية بجهة الدار البيضاء- جهة الشاوية ورديغة- جهة مكناس تافيلالت- الجهة الشرقية. متوجها بذلك إلى 21 ثانوية إعدادية. أما عن الهدف الاستراتيجي للمشروع فإن يتمثل في" تحسين جة التعلمات الأساسية و التكوين المهني لإعداد الشباب للدراسات العليا و عالم الشغل و الحياة الاجتماعية. و بناء عليه فإنه يتعيى الغايات و الأهداف الرئيسية التالية
- الرفع من جودة التعليم من أجل التشغيل.
- الرفع من جودة التعليم بالمؤسسات الابتدائي و الثانوية الإعدادية و مراكز التكوين المهني.
- تعزيز ملاءمة التعليم بمحيطه الاقتصادي و الاجتماعي
هذه الغايات تجعل تخلاته تمس المجالات التالية:
- التركيز على التعليم الأساسي: ابتدائي و ثانوي إعدادي.
- التكوين المهني و خاصة القطاع الفلاحي و القطاع السياحي.
- محاربة الأمية خاصة في أوساط الأمهات (التعريف بمدونة الأسرة)
- تكافؤ الفرص في التعليم و التكوين.
- تقنيات الإعلام و التواصل كأداة تربوية و كمجال للتعليم.
- التدبير و التواصل.
- التعبئة الاجتماعية.
و يصل المشروع إلى أهدافه عبر الإجراءات العملية التالية:
- تقريب و انفتاح المؤسسات التعليمية على المشغلين و باقي القطاعات التقنية
- تعزيز دور و قدرات جمعيات آباء أولياء التلاميذ في اتخاذ القرارات التي تهم أبناءهم.
- إعداد البرامج الخاصة بكل نيابة و كل مؤسسة مستهدفة.
- إشراك مباشر للقطاع الخاص و للجمعيات غير الحكومية لدعم العمليات و مساعدة مختلف المتدخلين.
و يعتمد لأجل ذلك الآليات التالية:
- التكوين ، الدعم و التتبع التقني لفر التربية و التكوين المحلية (الأكاديمي- النيابات- الجماعات- المؤسسات التعليمية و مراكز التكوين و الشركاء الاجتماعيون....)
- تكييف و إعداد نماذج مجزوءات و معدات و اساراتيجيات تربوية و تكوينية بشراكة مع فرقاء عموميين و المجتمع المدني و القطاع الخاص.
- تحديد و إدراج آليات نظامية لتسهيل إدماج الشباب في سوق الشغل.
- إسناد منح دراسية للفتيات.
- تخصيص اعتمادات لإجراء ترميمات طفيفة على التجهيزات الأساسية التعليمية.
- دعم الطاقات البشرية و المؤسساتية لتوجيه الشباب من حاملي الشهادات و تسهيل إدماجهم في مجال الشغل أو بمؤسسات التكوين العالي.
- تحديد و تكييف و إحداث مجزوءات و وسائل لمحاربة الأمية في أوساط الأمهات و لتكوين المكونين في هذا المجال.
و ختاما؛ فإنه ينتظر من مشروع أليف أن يبلغ النتائج الإعدادي و بمراكز التكوين المهني.
- الفرع من المردودية و تحسين النتائج الدراسية للتلاميذ المستهدفين و خاصة تحسين نسب نجاح تلاميذ السنة الثالثة من التعليم الثانوي الإعدادي
- تزويد تلاميذ التعليم الثانوي الإعدادي و تلاميذ مراكز التكوين المهني بمهارات قابلة لتتكييف و التحويل و تمكينهم من نهج سلوكات أكثر إنتاجية و اتخاذ مواقف أكثر ليونة للمساهمة في تطورهم و رقيهم في حياتهم المهنية أو داخل النظام التعليمي و التكويني
0 commentaires:
إرسال تعليق