الأحد، 19 شتنبر 2010

مجالس أولياء الأمور

مجالس أولياء الأمور
المقدمة

لا ننكر ما لعمليات التربية والتعليم من أهمية من مسئوليات بل واخطر المسئوليات اتجاه حياة الأمة؛ لأنها تتصل اتصالا مباشرا بحياة كل فرد فيها وكل أسرة، ولأنها تؤثر تأثيرا جوهريا في مستقبل هذه الأمة كما أثرت في ماضيها.
فالمدرسة تعتبر بهذا هي المحور الرئيسي لهذه العمليات؛ لأنها تستوعب أبناء المجتمع في رحابها، وتكسبهم الاستعداد لان يحتلوا مكانهم كمواطنين مستنيرين صالحين. فالمدرسة تساعد في تكوين المواطن الصالح نموا متكاملا، علاوة على تنمية مواهبه وتقويته في مواجهة الأمور حتى ينسجم مع باقي أعضاء المجتمع ويعاونهم على تحقيق رغبات هذا المجتمع، بعد أن يتعمق في فلسفته ونظمه وتقاليده ويفهمها ويحترمها ويستهدي بها في سلوكه.

فالمجتمع يعتمد على المدرسة في أن تمده بالجديد من المعارف والخبرات، وتغذيه بالعدد اللازم من الفنيين في كل مجال، وتؤصل في نفوس أفراده القيم الروحية والمثل الخلقية التي يستهدفها والتي يسير على هديها أعضاؤه. ( ستاوت ولانجدون، 1962 )
وكذلك ينظر المجتمع إلى المدرسة كأداة قادرة على الإصلاح والتوجيه، وكجهاز قادر على الإنشاء والبناء. فالمدرسة في نظر المجتمع مصدر للإصلاح الاجتماعي بما تثبته في النفوس من مُثُل، وما تنشره بين الناس من مهارات، وما تسديه للبيئة من خدمات. كما أنها مصدر للنمو الاقتصادي بما تعده من قوى بشرية عاملة، فهي – على هذا النحو – الصورة التي تتكامل فيها أهداف المجتمع وآماله. ( ستاوت ولانجدون، 1962 )

يحمل المنزل والمدرسة مسئولية مشتركة من اجل نمو الطفل، لان ما يحدث له في احدهما يؤثر في سلوكه كله. ولهذا ينبغي لهما أن يتعاونا على وضع برنامج مناسب من الخبرات والمناشط لمساعدته على تنمية شخصية متزنة متكاملة. وتعتبر اجتماعات الآباء والمدرسين من أفضل الوسائل لجعل هذا التخطيط التعاوني أمراً يمكن تحقيقه. ( ديفيلين، 1964 )
     وهناك إجماع عام على أن المنزل والمدرسة ينبغي أن يعملا في تعاون وثيق إذا كان لا بد من وضع برنامج تربوي سليم للأطفال. غير أن إنشاء علاقات ايجابية بناءة، بين المدرسين والآباء، كثيرا ما يكون عملا بطيئا. وفي اغلب الأحيان، يكون هذا التبادل بين المنزل والمدرسة من النوع الشكلي المتوتر. ومع ذلك فان بين المدرسين والآباء رابطة وثيقة وهدفا مشتركا يتطلبان منهم أن يكونوا زملاء على أفضل ما تحمله هذه الكلمة من معنى. فالاهتمام الأول والرئيسي لكل منهم ينبغي أن يكون رفاهية الطفل وسلامة نموه. ومن الأمور التي تتحدى كلا منهم الكشف عن الأسباب التي تعرقل تخطيط وتنفيذ العمل المشترك بينهم في كثير من الأحيان. ( ديفيلين، 1964 )     

وقد أصبح الإرشاد النفسي للآباء مسئولية معروفة من مسئوليات مدرسي الناشئين الصغار. وينمو الأخذ به في سرعة واطراد. ويعتبر هذا الاتجاه ثمرة من ثمرات النظريات الحديثة في علم نفس الطفولة، والبحوث المتعلقة بنمو الطفل، هذه النظريات والبحوث التي تؤكد أن عملية التعلم بالنسبة للطفل وظيفة كلية، لا تقتصر على \" عقله \" فقط. ( ديفيلين، 1964 )
إن العملية التربوية بكل أبعادها معادلة متفاعلة العناصر تتقاسم أدوارها أطراف عدة أهمها الأسرة والبيت والمجتمع بحيث تتعاون جميعها في تأدية هذه الرسالة على خير وجه للوصول للنتائج المرجوة ولا يتحقق ذلك إلا من خلال توثيق الصلات بين البيت والمدرسة وثمة أسباب تتطلب إقامة مثل هذا التعاون الوثيق ونخص بالذكر الطلاب الذين أسست المدرسة من أجلهم فهم يمثلون أكبر مصلحة أو مسؤولية يعني بها أولياء الأمور وسائر أعضاء المجتمع المحلي.
إن الطالب يشارك في توجيه العملية التربوية داخل مدرسته من زوايا كثيرة لأنه محورها لذلك فإن احتياجاته وقدراته وبيئته الاجتماعية التي يعيش فيها ( البيت والمجتمع المحلي ) كلها تدخل في إطار توجيه عملية التربية، وعدم أخذ هذا الجانب في الاعتبار يجعل التربية تعمل بعيدة عن أهدافها المرسومة.

وللمجتمع وجهة نظر في التربية التي تلبي احتياجاته .. ويمكن للمجتمع أن يلبي ذلك من خلال عدة وسائل وأساليب والتي من أهمها مجالس الآباء والأمهات ، حيث أن هذه المجالس لم تأتي من فراغ وإنما جاءت كضرورة ملحة لربط المدرسة بالأسرة والمجتمع المحيط ، لذا تعتبر مجالس الآباء والأمهات سواء على مستوى المدرسة أو على مستوى الولاية أو المنطقة.
فالوزارة لها دور كبير وريادي في العملية التعليمية لخدمة أبنائنا الطلبة والمساهمة في حل العديد من المشاكل ، وان تشجيع وتعريف الآخرين بدورهم كلا في مجاله مع توعيتهم بأهمية التعاون بينهم وبين المدرسة لاشك سيؤدي إلى رقي التعليم حتى يتمكن الطلاب من الإحساس بالمتابعة المستمرة ، والاهتمام بهم لإزالة جميع العوائق والعراقيل التي تعيقهم من تحقيق أهدافهم وتفوقهم.
(
http://www.moe.gov. ورقة قدمتها دائرة التعليم بمنطقة الباطنة شمال التعليمية )

العلاقات بين الآباء والمعلمين

الدور التربوي للأسرة
يأتي مفهوم البيت والأسرة دائماً مع وجود الأبناء فالهدف من تكوين الأسرة هو حصول الوالدين على أبناء وبمعنى آخر فالأسرة كيان يتم بناءه من أجل الوصول إلى أهداف معينة أهمها إنجاب الأبناء وتربيتهم ، والواقع أن تربية الأبناء ليس بالأمر السهل بل هي مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الأسرة حيث يتطلب الأمر الكثير من الجهد والتخطيط فإذا ابتغى الوالدان التوفيق في تربية أبناء صالحين وبناء مستقبل واعد لهم ينبغي عليهما تحديد أهداف تربوية معينة ومعرفة الوسائل والطرق اللازمة للحصول على تلك الأهداف حيث يشكل ذلك برنامجاً تربوياً متكاملاً وعلى الوالدين تربية أبنائهم وفق هذا البرنامج.فالوالدان اللذان لا يفكران في تربية أبنائهم لا يحق لهما انتظار المعجزة والمستقبل من أبنائهم فكما نسمع في الزراعة اصطلاحات الري والغرس وجني الثمار ففي عملية التربية والتعليم أيضاً ما يشابه ذلك أي أن الأبناء يعتبرون الثمار الناتجة من الجهود التربوية للوالدين وهناك جوانب أساسية في التربية ينبغي على الأسرة مراعاتها أهمها : -
أولاً : تنمية شخصية الطفل واكتشاف القدرات الذاتية : -
الإنسان في طفولته يملك مواهب فكرية ونفسية وعاطفية وجسمية ووظيفة الأسرة تنمية هذه المواهب واكتشاف القدرات والصفات التي يملكها أبنائهم والتعرف إلى نقاط القوة والضعف وفي الواقع تختلف قابلية الأطفال ومقدرتهم في تلقي الدروس حيث التباين الفردي والتنوع في الميول والاتجاهات وفي هذا الجانب ينبغي على الأسرة والمدرسة مراعاة ذلك.

ثانيا : تنمية العواطف والمشاعر: -

العواطف والمشاعر مثلها مثل غيرها من مقومات الشخصية لدى الإنسان تحتاج إلى التربية والإرشاد ولعل من أهم العوامل التي يجب أن تراعيها الأسرة اللامبالاة وعدم الاكتراث والاهتمام بمطالبهم لأن هذه المشاعر هي علامات تدل على ميل نحو بعض الأمور أو بالعكس تفسر نفوره وعدم ميله نحو أمور أخرى فإذا علم الوالدان ذلك أمكنهم تصحيح المسار نحو الوجهة السليمة.
ثالثاً : تنظيم وقت الطالب واستغلال ساعات الفراغ : -
هذا الجانب من أهم الجوانب التي يجب على الأسرة مراعاتها حيث يعتبر الفراغ مشكلة المشاكل عند الشباب وعليه فإن المسؤولية تقع على ولي الأمر فيجب عليه تنظيم وقت الطالب بحيث يكون هناك وقت كافي ومناسب للمذاكرة ووقت مناسب آخر للترفيه في الأشياء المفيدة وفي هذا الجانب يعتبر قرب ولي الأمر من أبنائه ومتابعته لهم ومنحهم الرعاية هي أقصر الطرق لسد ساعات الفراغ.
رابعاً : مراعاة توفير الحاجات النفسية : -
إن الأطفال لهم حاجات نفسية مختلفة منها اطمئنان النفس والخلو من الخوف والاضطراب والحاجة للحصول على مكانة اجتماعية واقتصادية ملائمة والحاجة إلى الفوز والنجاح والسمعة الحسنة والقبول من الآخرين وسلامة الجسم والروح ، وعلى الوالدين إرشاد أبنائهم وتربيتهم التربية الصحيحة حتى لا تنحرف حاجاتهم فتتولد لديهم مشكلات نفسية واجتماعية .
خامسا : اختيار الأصدقاء : -
تعتبر الصداقة وإقامة العلاقات مع الآخرين من الحاجات الأساسية للأبناء خصوصاً في سن الشباب فالأطفال والناشئون يؤثرون على بعضهم البعض ويكررون ما يفعل أصدقاؤهم وبكل أسف يتورط عدد من شبابنا في انحرافات خلقية نتيجة مصاحبة أصحاب السوء ، ومن أجل اختيار الصديق الصالح يجب على الوالدين أو على الأسرة كلها توضيح معايير الصداقة لأبنائهم وصفات الصديق غير السوي مع المتابعة المستمرة لذلك.

سادسا : العلاقات الأسرية وأسس التعامل مع الأبناء : -
إذا بنيت علاقات الأسرة على الاحترام سيكون بناؤها قوياً متيناً وهذا في الواقع يؤثر تأثيراً إيجابياً على مستقبل الأبناء وعلاقاتهم الاجتماعية وإذا عامل الأبوان أبناءهم معاملة حب وتكريم فإن حياتهم تكون خالية من القلق والاضطراب أما استعمال العنف والألفاظ البذيئة يسبب إضعاف شخصية الابن وتوتره وعموماً ينبغي التوازن في التربية أي لا إفراط ولا تفريط حتى لا تكون هناك نواحي عكسية.
سابعاً : القدوة الحسنة : -
الأطفال يقلدون في سلوكياتهم الآباء والأمهات والمعلمين فالأطفال الصغار يتأثرون أكثر بآبائهم وأمهاتهم لكن عند ذهابهم إلى المدرسة يتأثرون أكثر بمعلميهم ، وعلى هذا يجب أن يعلم المربون أن أفكارهم وسلوكهم وكلامهم نموذج يحتذى به من قبل الأبناء وعليه يجب أن يكونوا قدوة في كافة تصرفاتهم.
(
http://www.moe.gov. ورقة قدمتها دائرة التعليم بمنطقة الباطنة شمال التعليمية )

أهمية التعاون والتواصل بين البيت والمدرسة : -

الواقع أن العملية التربوية بكل أبعادها معادلة متفاعلة العناصر تنقسم أدوارها أطرافاً عدة أهمها الأسرة والمجتمع بحيث تتعاون لتأدية هذه الرسالة على خير وجه حرصاً على نيل أسمى النواتج وأثمن الغلال .
وعليه فإن الربط بين معطيات المدرسة والبيت أمر ضروري حيث أن ذلك يمكن المدرسة من تقويم المستوى التحصيلي للأهداف التعليمية ويحقق أفضل النتائج العلمية فذلك يساعد المدرسة على تقويم السلوكيات الطلابية ويعينها على تلافي بعض التصرفات الغير سويه التي ربما تظهر في بعض الطلبة ، وكذلك فإن تواصل أولياء الأمور مع المدرسة يساعد على توفر الفرص للحوار الموضوعي حول المسائل التي تخص مستقبل الأبناء من الناحيتين العلمية والتربوية ، ويسهم أيضاً في حل المشاكل التي يعاني منها التلاميذ سواءً على مستوى البيت أو المدرسة وإيجاد الحلول المناسبة لها ويعزز تبني النواحي العلمية البارزة من عناصر موهوبة تجود بالأعمال المطورة التي تخدم الصالح العام والهدف المرجو وإذا فقدت العلاقة أو الشراكة بين البيت والمدرسة لن ترى الثمرة المثلى التي نطمح لها ، أن المدرسة الناجحة هي التي تزداد صلات أولياء الأمور بها ويزداد تعاونهم وتآزرهم .
إن الحقل التربوي زاهر بالكثير من الآباء والأمهات الذين وجدوا في أنفسهم القدرة وفي وقتهم الفراغ فشاركوا في المجالات التي يتقنونها وأعانوا في التوجيه والإرشاد وتمكنت الأواصر بينهم وبين المدرسة.
وفي هذا الجانب اسمحوا لي أن أضرب مثالاً بسيطاً لتوضيح أهمية التعاون والتواصل بين البيت والمدرسة فلو أودع أحدنا أملاكا في شركة تستثمرها له ألا يتردد على هذه الشركة ليسأل عن ربحه وخسارته ويناقش الموظفين المختصين ويستفهم عن كل صغيرة وكبيرة ولا يترك مجالاً ولا وسيلة إلا ويسلكها لزيادة ربحه ومنع خسارته؟!
فهل يا ترى أولادنا أهون عندنا من أموالنا؟ هل نذهب إلى المدرسة باستمرار ونجتمع بالمعلمين ونسألهم عن أحوال أبناءنا ؟ هل نعطي لأبنائنا من الوقت ربع أو خمس ما نعطيه لعملنا ووجباتنا الاجتماعية ولتلفازنا ولترفيهنا؟
ومن ما ذكر آنفاً نجده واقعاً حيث نلاحظ جلياً فوارق واضحة في المستويات التعليمية والتربوية بين الطلاب الذين يجدون المتابعة والاهتمام من أولياء أمورهم وبين الطلاب الذين لا يجدون ذلك.
(
http://www.moe.gov. ورقة قدمتها دائرة التعليم بمنطقة الباطنة شمال التعليمية )

فهم المعلم يزداد :-
     إن في المحادثة العرضية مع الآباء يمكن أن تتكشف ومضات توضيح كيف أن هذا الصبي شديد الشغف بالكتب، ولماذا تمتد يده دائما بالصداقة للآخرين، وكيف أصبح ملما بالكثير من الموضوعات. وخلال المحادثات الودية يكشف الآباء عن مطامحهم بالنسبة لطفلهم وعما يأملونه فيه، وعن مشاعرهم حول عمله المدرسي، وعن الأشياء التي تسرهم منه، وعن السلوك الذي يضايقهم منه، \" وهم يرسمون صورة للعوامل الجانبية \" لا يمكن لمعلم الفصل أن يحصل عليها من أي مصدر آخر، للاستفادة منها في تفهم كل طفل كفرد. حيث أن الطفل يأتي إلى المدرسة ومعه كل نواحي الحياة المجهولة لمعلمه عنه. ( ستات و لانجدون، 1962 )

فهم الوالدان يتسع :-
     لا ننسى انه قد حدث تغير جوهري في الآباء كما حدث في شخصيات المعلم نفسه، فكثير من الأبناء اليوم يجدون إن حظ آبائهم من التعليم قد تعدى المرحلة الثانوية وربما المرحلة الجامعية الأولى، ويجدون إن مهمة الآباء لا تقف عند حد توفير الكساء والغذاء للعائلة فقط. وأصبحت ألام تحمل أعلى الشهادات علاوة عن عملها خارج المنزل، وهذا إضافة إلى دورها السابق داخل المنزل، وهو تامين الأكل والتنظيف والراحة لكل من في المنزل. ( جرانت، 1958 )
     فقد أصبح الآباء يستطيعان تحليل الأمور وتحليل المشاعر، وتحليل الأفعال وتفسيرها، وفي مقدرتهم إدراك الخطر الجاثم في التطرف في التعامل مع الطفل. ويرغبون الآباء رغبة أكيدة في فهم حاجات أطفالهم اليومية ومشكلاتهم الفردية. ( جرانت، 1958 )
     كما أن للطفل حياته في البيت؛ فان له حياته في المدرسة التي يصبح من مهمة المعلم أن يصورها لوالديه، والا فكيف يمكنهم أن يعرفوا ما يحدث في المدرسة؟ وغالبا ما يعرفون من المعلم عن قدرات يكتشفها في الطفل ربما لم يلحظونها فيه، وقد يكون في ذلك أنباء طيبة لهم أو باعثه لقلقهم؛ فهم يسمعون عن المستوى التحصيلي لطفلهم كما يراه معلم الفصل، ويحاطون علما بطرائق طفلهم في العمل وباتجاهاته بالنسبة لجميع الأعمال المدرسية، ويعرفون كيف يراه معلم الفصل في عمله وفي علاقاته أثناء لعبه مع غيره من الأطفال. ويمكن للآباء أن يتعرفوا على وجهة نظر المعلم بالنسبة لما يراه مهما في الحياة المدرسية، وعلى ما يجتهد في تحقيقه بالنسبة للأطفال، وعلى ما يعمله غيره من الموظفين لمساعدة طفلهم، وهكذا يتمكن الآباء من أن يتعرفوا على جوانب جديدة من حياة طفلهم كعضو في جماعة، وكيف يمكنهم المساعدة في نواح معينة من المواد الدراسية، وان يتعرفوا على الأشياء التي تضايقه أو تشيع البهجة في نفسه، وان يدركوا أيضا مدى فائدته لهم وللمعلم إذا عملوا معا. ( ستات و لانجدون، 1962 )

اللوائح المدرسية تؤثر في حياة الأسرة :-
     ويمكن لمعلم الفصل أن يعمق مفاهيمه عن الكيفية التي تؤثر بها الحياة المدرسية في الحياة المنزلية، إذا ما صدق عزمه على تكشفها، فان تصرفات المدرسة لها تأثيرها في الكثير من نواحي الحياة المنزلية. وبالرغم من أن أنظمة المدرسة وتعليماتها وطلباتها تبدو معقولة جدا من وجهة نظر المعلم، فإنها غالبا ما تكون مرهقة للوالدين. ونجد انه يعتري المعلمين الدهشة، خلال أحاديثهم الودية، عندما يعرفون ما تسببه بعض مطالب المدرسة من اثر في البيت، ومن وجهة أخرى فان الآباء يتعرفون خلال هذه الأحاديث على المشاكل التي تصادف المدرسة عندما يوضح لهم المعلم الأسباب الداعية لهذه الأنظمة والتعليمات والمطالب. ( ستات و لانجدون، 1962 )

ظروف البيت تؤثر في الحياة المدرسية :-
     وكثير من الأمور المنزلية يكون لها أثرها المباشر في اهتمام الطفل بالمدرسة، وفي حماسته، وفي مشاعره تجاه نفسه وتجاه المعلم وتجاه الأطفال الآخرين، فان العلاقات المهنية التي تدعو الآباء لان يبلغوا المعلم بالظروف العائلية التي تؤثر في إقبال الطفل على عمله في المدرسي لبالغة الأهمية. وان المعلم الواعي لا يقلل من أثر مشاعر الوالدين تجاه الطفل نفسه وتجاه المدرسة وتجاه المواد التي تدرس. كما لا يغيب عنه أن يأخذ في اعتباره اثر اتجاهات البيت في سلوك الطفل في المدرسة وأدائه فيها. ( ستات و لانجدون، 1962 )
     وقد ورد عن رضوان وآخرون ( ب ت )، إن حكمنا على التلميذ وتصرفاته ونشاطه لا يمكن أن يكون صحيحا سليما، بدون أن نأخذ اعتبار لظروفه المنزلية، حيث أنها أحيانا تكون مصدرا للمشاكل التي يثيرها التلميذ في المدرسة، ولا يمكن للمدرسة أن تحل هذه المشاكل حلا صحيحا أو تعلم كنهها، إلا إذا تم أحاطتها علما بالموضوع، مثل نقص أو حرمان في التغذية أو الأدوات المنزلية أو المصروف. ( رضوان وآخرون، ب ت )
     وكما ورد عن رضوان وآخرون ( ب ت )، إن كثيرا من الأحيان تصدر المدرسة قرارات متعلقة بتلاميذها، وتهتم المدرسة بتنفيذ القرارات من قبل الأسرة، فلا يعلم الآباء أهمية هذه القرارات إلا إذا تم إعلامهم بهذا من خلال توثيق علاقة المدرسة مع المنزل. ( رضوان وآخرون، ب ت )

معاونة الآباء تجعل التعليم أكثر جدوى :-
     إن التعليم ليأخذ معنى جديداً ومظهراً خلابا إذا ما وجدت علاقات ودية بين الآباء والمعلمين، ويمكن للآباء المساهمة في نواحي النشاط المدرسي للفصل عندما يحاطون علما به ويعرفون أهميته، وغالباً ما تأخذ هذه المساهمة صورة المباشرة. ويمكن للآباء أكثر من غيرهم العمل على خلق اتجاه في المجتمع مؤيد للتعليم الجيد، ومن بين العوامل التي تساعد على تحسين التعليم ورفع درجة كفايته القيام بتوضيح واع لبرنامج المدرسة وما تحاول أن تفعله لتحقيقه، حتى يكونوا الآباء في موقف المساندة للمدرسة ودرعا للنقد من الآخرين عليها. ( ستات و لانجدون، 1962 )
     وليطمئن المعلمون إلى أن الغالبية العظمى من الآباء يسرهم العمل مع معلم طفلهم، في سبيل التأكد من أن تكون الحياة المدرسية على أحسن وضع مستطاع، وعلى هذا الافتراض يمكن أن يمضي معلم الفصل في بناء علاقاته مع الآباء في ثقة وطمأنينة. ( ستات و لانجدون، 1962 )
     إن الآباء معلمون أيضا كما معلم المدرسة معلم في المدرسة. وأحسن تعليم يمكن أن يتم إذا تساند النوعان من التعليم في توافق وانسجام. وغالبا ما يطلب المعلمون من الآباء أن يتركوا \" التعليم المدرسي \" للمدرسة، حتى لا يختلط الأمر على الطفل بين الطرق المختلفة لتعليم القراءة أو الحساب. ومثل هذا الطلب يعني انه يمكن أن ينحصر التعلم داخل حدود المدرسة، ولكن التعلم لا يمكن تحقيقه أو قطعه بمثل هذه السهولة. ومعلمو الفصول محتاجون لعديد من الوسائل لكي يظل الآباء محاطين علما بمجريات الأمور؛ فالاجتماعات الجماعية مفيدة. ( ستات و لانجدون، 1962 )
فغالبا ما تكون هناك كتب يسر الآباء أن يعيروها أو يهدوها للمدرسة، وقد تكون هناك مجموعات من النقود أو الأصداف، أو الأحجار. والأب الذي يعزف على إحدى الآلات الموسيقية قد يسره أن يعزف للأطفال مرة، بل مرات. أو ألام الماهرة في الخدمة، قد تكون على استعداد للمعاونة. ويحسن المعلم صنعا إذا ما عرف هوايات الآباء ومهاراتهم، وأشعرهم بتقديره لمساعدتهم. فانه يكون هناك تعاون ممتاز لهذا المجتمع. ( ستات و لانجدون، 1962 )
     وهناك اقتراحات واعتراضات غالبا ما يود الآباء التقدم بها، ولكنهم يشكون فيما إذا كانت ستقابل بترحاب. وهذا ما يجب على المعلم تشجيع الآباء عليه، تشجيعهم على الاقتراحات. ( ستات و لانجدون، 1962 )
     وهناك العديد والكم الوافر من الدراسات والأبحاث التي تشير وتؤكد على أهمية دور الأسرة في التعاون مع المدرسة.

•     في عساف ( 1995 ) عن موضوع مجالس أولياء الأمور، فالحديث عنها يعني إقامته علاقة ثلاثية من الأسرة والمدرسة والطالب حيث لا يمكن للمدرسة أن تقوم بدورها على أكمل وجه إلا بتعاونها مع البيئة المحلية فهي مسئولة عن خلق جو مدرسي جيد للطلبة ومنسجم مع متطلبات الأهل فالطالب هنا يكون متكاملا له حاجاته الاجتماعية والنفسية وأولياء الأمور طرف هام من أطراف العملية التربوية. ( صلاح الدين، 2000 )
•     وكتب حمدان ( 1995 ) عن أهمية الاجتماع بأولياء الأمور والتشاور معهم كإحدى الواجبات العامة للمعلم في التربية الحديثة وذلك لاغناء الطلبة بوسائل حل مشكلاتهم وهذا يتفق مع ما أورده مصطفى وآخرون ( 1997 )، حيث يمكن استخدام المجتمع كمعمل حي للتربية ويمكنهم استخدام المدارس كمركز لنشاط المجتمع حيث هناك الكثير من النشاطات المفيدة في المجتمع تلغى لعدم توفر المكان المناسب لها، والمدارس تكون موجودة ومناسبة لذلك. ( صلاح الدين، 2000 )

إن عدم ربط احتياجات المجتمع بالمدرسة، من خلال البرنامج الدراسي والمناهج التي يحتاجها المجتمع المحلي يؤدي إلى التسرب من المدارس، لان الطلاب يحتاجون شيئا يشعرهم بحاجتهم لهذا المنهج وليس ثقلا عليهم.

أسباب عزوف بعض أولياء الأمور عن زيارة المدرسة : -
الواقع أنه عندما نطرح ظاهرة عزوف أولياء الأمور عن زيارة المدارس لا نعنى بالطبع جميع أولياء الأمور الطلاب فهناك شريحة كبيرة من أولياء الأمور متواصلين ومتعاونين مع المدارس وعلاقتهم وثيقة معها وبخاصة الفئة المثقفة والواعية من أبناء المجتمع . إلا أننا نسعى في هذا المجال إلى تحقيق أعلى نسبة من التعاون والتواصل لأولياء الأمور مع المدارس .. وقد أتضح من خلال المتابعة الميدانية والدراسات والبحوث التي أجـريت في هذا الشأن أن أسباب عزوف أولياء الأمور عن زيارة المدارس يتلخص في الآتي :-
 قلة الوعي لدى بعض أولياء الأمور بأهمية التعاون والتواصل مع المدرسة : -
في الواقع أن بعض أولياء الأمور لا يدرك أهمية التعاون و التواصل ويترك كل شيء للمدرسة ويظنون أن ذلك يكفي ولا يقومون بأدنى متابعة في البيت وربما يرجع سبب ذلك في كثير من الأحيان إلى قلة المستوى التعليمي والثقافي لديهم .
 ظروف الارتباطات العملية لدى البعض منهم : -
البعض من أولياء الأمور يعملون خارج مناطق الدولة وعليه فإن ظروفهم العملية لا تمكنهم من زيارة المدرسة ولا تمكنهم من القيام بواجبات المتابعة والعناية لأبنائهم الطلبة .
 التخوف من دفع الأموال والتبرعات للمدارس : -
يظن بعض أولياء الأمور أنهم عندما يزورون المدرسة سيطلب منهم دفع مبالغ وتبرعات للمدرسة ولا يدركون أي جوانب أخرى إيجابية لزيارة المدرسة.
 قلة اهتمام بعض أولياء الأمور بتعليم وتربية أبنائهم : -
لا يهتم بعض أولياء الأمور بمستقبل أبنائهم وعليه لا يبدون أي اهتمام بشئون تربيتهم أو متابعة تعليمهم سواءً في البيت أو المدرسة وتجدهم يعطون الأولوية لأعمال أخرى غير الاهتمام بتربية وتوجيه الأبناء.
(
http://www.moe.gov. ورقة قدمتها دائرة التعليم بمنطقة الباطنة شمال التعليمية )

الأضرار الناتجة عن عدم التعاون والتواصل بين البيت والمدرسة : -
إن النتائج السلبية الناتجة عن عدم التعاون والتواصل بين البيت والمدرسة تعود بأثر سلبي على الطالب والبيت والمدرسة والمجتمع ، فالطالب لا يدرك مصلحته وبالتالي لابد من متابعته وتوجيهه من قبل البيت ولكن في الواقع دور بعض أولياء الأمور سلبي حيث يتركون كل شيء على المدرسة .
(
http://www.moe.gov. ورقة قدمتها دائرة التعليم بمنطقة الباطنة شمال التعليمية )

فبعد كل العرض السابق نجد أن هناك ترابطات قوية بين البيت والمدرسة يجب أن تًطور وتَأخذ مجراها الصحيح والودي للتعاون بالنهوض للوصول بآباء وأمهات المستقبل إلى حياة تربوية سليمة، وهذا ما يدعو إلى إيجاد علاقة وثيقة بين المنزل والمدرسة من خلال التعاون المنتج فلا توجد طريقة أهم من الاجتماعات بين المدرسين والآباء في مؤتمرات تؤدي إلى تبادل الخبرات والمعلومات والتعرف على الغير مع الشعور بحرية الرأي وفي إبداء المقترحات والاستماع إلى مقترحات الغير. ( جرانيت، 1958 )

الوسائل والأساليب المقترحة لتفعيل التعاون والتواصل بين البيت والمدرسة : -
نظراً لأهمية التعاون والتواصل بين البيت والمدرسة وذلك لما يحققه ذلك من آثار إيجابية على تربية النشء تربية صالحة تجعله شخص نافع لنفسه ولأسرته ومجتمعه وعلى ضوء ذلك لابد من البحث عن الأساليب المناسبة التي تجعل من ولي الأمر يدرك أهمية المتابعة والتعاون مع المدرسة .
فمن أهم الوسائل لإزالة الحواجز بين الآباء والمدرسين تكوين جماعة من الطائفتين لدراسة التربية الحديثة ومناقشة موضوع الطفولة والنمو. فعن طريق هذه الدراسة والمناقشة يتعلمون كيف يفكرون ويعملون مع بعضهم وعندما يدرسون مبادئ إرشاد الطفل وتوجيهه تفهم كل طائفة قيمة الدور الذي تقوم به الطائفة الأخرى. وقد ثبتت فائدة جماعة الدراسة والمناقشة كوسيلة لتثقيف الآباء؛ ففيها يتعلم بعضهم من بعض ويكتسبون معرفة وفهما للطفل والطفولة. ( جرانيت، 1958 )

وتنظيم جماعة من الآباء والمدرسين على أن يكونوا جميعا من ذوي الاهتمام بأمور التربية أمر له أثره الكبير فيما يقوم بين المدرسة والبيت من علاقات. ويختلف نشاط اتحاد الآباء والمدرسين باختلاف حاجات الأطفال. وأحيانا يأخذ هذا الاتحاد على تشريعات لكي يقوم بخدمات محسوسة لمساعدة التربية والتعليم والإشراف على تحسين وسائل العمل للأطفال ومساعدة الوحدات الصحية لتأدية مهمتها. ( جرانيت، 1958 )
وجماعة الآباء والمدرسين تكون دائما متيقظة لاكتشاف أي انحراف داخل المدرسة أو خارجها ويعمل الاتحاد بمساعدة المدرسة لتلافي أسباب ذلك. ويقوم أيضا اتحاد الآباء والمدرسين بتكريس جهودهم للنهوض بالمنزل والمدرسة والمجتمع وتضع برامجها وفقا لحاجاتها والمشكلات التي تواجهها في مناطقها. وهذا لا يعتبر تدخلا من اتحاد الآباء والمدرسين في الإدارة المدرسية ولكنه يشد أزرها ويطالبها بتطبيق النظم التربوية التي تساعدها على تحقيق أهدافها. ( جرانيت، 1958 )
ونجد أحيانا أفراداً متحمسين ذوي اهتمام حقيقي بالمدارس العامة يريدون أن يقوموا بدور ايجابي في أعمالها. وإذا لم ينضم مثل هؤلاء إلى مجموعات تمتاز بقيادة حكيمة ورشيدة قد تذهب تجاربهم وخبراتهم سدى وان لم تضر أحيانا لعدم التخطيط مع الآخرين. ( جرانيت، 1958 )
     علاوة عن ما ذكر سابقا أن لاتحاد الآباء والمدرسين دورا في وضع وتطوير المناهج، لا ننكر أن له دورا آخر عندما نتكلم عن وسائل التحسن والتقدم في ميدان التربية والتعليم عندما يساعدون في تنفيذ مشروعات كبيرة تحتاج إلى ميزانية مالية كبيرة، فيقومون بتجميع هذه الميزانية لتنفيذ المشروع المطلوب، إيماناً منهم انه سيعود بالفائدة على أبنائهم ومجتمعهم. ( جرانيت، 1958 )
     وإذا أشركنا الآباء بوضع القوانين التي تساعد على نمو الأطفال نموا سليما وتنشئتهم تنشئة صالحة، نجدهم متحمسين لتنفيذ هذه الشروط لوعي منهم أنها لمصلحة أبنائهم، مما يجعلهم يبذلون الجهد مع المدرسين لتنفيذها واستمرارها. ( جرانيت، 1958 )
     وورد عن شحادة ( 1995 )، انه من هنا جاءت أهمية فكرة تشكيل مجالس أولياء الأمور لتصبح حلقة وصل بين المجتمع والأسرة والفرد، ولخلق حالة من التكامل الواعي بين أطراف العملية التعليمية، وذلك للمساعدة في النهوض الاجتماعي، فمجالس الآباء تضيف للمدرسة قوة تربوية وتكاملا في الفعل التربوي مع دور المدرسة وتكون كذلك الحلقة الواصلة بين البيت والمدرسة والمجتمع وكذلك المرشد التربوي يمكنه الاستعانة بمجالس أولياء الأمور لتوضيح وتوثيق الصلة بين أهالي الطلبة والمرشد التربوي لاستكمال التوعية الاجتماعية حول التعليم. ( صلاح الدين، 2000 )
     لقد كانت بداية تنظيم اللقاءات بين أولياء الأمور والمعلمين إلى القرن التاسع عشر، عندما تم تأسيس الهيئة القومية لأولياء الأمور والمعلمين ليتدارسوا في الأمور المشتركة التي تهمهم، وعرف هذا المجلس باسم ( المجلس الوطني للأمهات ) وركز على المطـالبة بتعليم ألام بوصفها المعلمـة الأولى للطفل، والمعلمـين ثم انتشرت الفكرة في العالم. ( صلاح الدين، 2000 )
     وفي الأردن دخلت فكرة مجالس أولياء الأمور عام ( 1970 ) حيث تشكلت بعض المجالس، وبدأت بحل المشكلات الآنية التي غلب عليها الطابع الاجتماعي ( الدويك وآخرون، 1998 )
     وفي فلسطين كانت الفكرة قائمة قبل تسلم السلطة الوطنية لمهام التربية والتعليم ولكنها لم تكن مفعلة كما هو الحال بعد تسلم السلطة عام ( 1994 ). ( صلاح الدين، 2000 )
     وهناك اختلاف بين أولياء الأمور وبين مجالس الأمور، حيث أن أولياء الأمور هم \" جميع الأمهات والآباء لجميع الطلبة في المدرسة \" بينما مجالس أولياء الأمور هم \" المجموعة الفعالة التي تمثل أولياء الأمور، وقد عرف الدويك وآخرون ( 1998 )، مجالس أولياء الأمور : \" عبارة عن هيئات مكونة من بعض المعلمين والآباء الذين يتم اختيارهم بالانتخاب في اجتماع يدعو إليه مدير المدرسة \". ( الدويك وآخرون، 1998 )

مبررات وجود علاقة بين أولياء الأمور والمدرسين : -
وبعد كل ما سبق علينا الآن أن نذكر مبررات التعاون بين المدرسة والمجتمع المحلي ما ورد في كتاب ( الخطيب وآخرون، 1998 )، أو بعبارة أخرى مبررات الحاجة للاجتماعات الدورية الآباء والمدرسين :-
1.     إن من حق أولياء الأمور وسائر أعضاء المجتمع المحلي أن يعرفوا ما تفعله المدرسة مع أطفالهم ومن اجل أطفالهم.
2.     للمحافظة على التراث والقيم والعادات والتقاليد، بالإضافة إلى مواكبة المدرسة للتطور والتغير في ظل هذا العصر المتطور بسرعة صاروخية، فوجود مثل هذه المجالس يجعل المدرسة مطلعة ومواكبة كل جديد وتطور بالإضافة إلى محافظتها على كل تراث وتقاليد للمجتمع الذي تنتمي إليه.
3.     أحيانا وفي حالات معينة تعتمد المدرسة في تمويلها على المجتمع المحلي، ويمكن القول أن هذا السبب هو من أقوى الأسباب التي تفرض إقامة تعاون وثيق بين المدرسة والمجتمع المحلي ولكنه وارد أيضاً حتى بالنسبة للمدارس التي تنفق عليها جهات رسمية.
4.     يُنتظر من المدرسة أن تنسق مع مختلف المؤسسات التي تعني برعاية الطفل لما لهذه المؤسسات من تأثير على نمو الطفل.
5.     تساعد المدرسة في تنمية المجتمع المحلي من خلال تثقيف الأهالي وتنظيم الدورات التعليمية والندوات الثقافية، والتطوعات الصحية.
      ( الخطيب وآخرون، 1998 )

أهمية وجود مجالس الآباء والمدرسين : -
إن أهمية اللقاءات بين الآبـاء والمدرسـين كما جملها كتـاب ( الخطيب وآخرون، 1998 ) :-
1.     إن هذه الاجتماعات فرصة جيدة لتوضيح البرنامج التربوي والحصول على تأييد المجتمعين وموافقتهم عليه.
2.     إن هذه اللقاءات تقرب بين المدرسة والبيئة وتفتح آفاق التعاون بينهما وتمنح المدرسة دعم المجتمع المحلي ومؤازرته لها.
3.     إنها تتيح التعرف إلى إمكانيات المجتمع والبيئة المحلية والاستفادة منها.
4.     تقدم هذه اللقاءات مقترحات مفيدة وتكشف عن حاجات المجتمع والبيئة وبالتالي تشير إلى بعض حاجات الطلاب مما يفيد المدرسة في العمل على تحقيق تلك الحاجات.
5.     تعمل على ظهور بعض الأفكار المبتكرة التي يمكن أن تعود على المدرسة والبيئة بالنفع لصالح الطلاب الذين هم محور العملية التربوية.
( الخطيب وآخرون، 1998 )

واجبات مجالس الآباء : -
وان واجبات مجالس الآباء كما ورد في كتاب ( الخطيب وآخرون، 1998 ) من المهمة الأساسية لمجلس الآباء والمعلمين : العمل على تحسين المدرسة وامكاناتها وتجهيزاتها من خلال حفز المجتمع المحلي على دعم المدرسة بتزويدها بالإمكانيات المادية الممكنة، وبالإسهام في تحسين ظروفها البيئية والتعليمية وتعميق الصلات ما بين البيت والمدرسة من اجل تحقيق نمو أفضل.
ويجب على المدير والمعلمين أن يتعاملوا باحترام وتقدير للآباء وإعطائهم فرصة للمناقشة وإبداء الرأي، وان لا ينسوا أن يشرحوا لهم مواطن القوة والضعف في أبنائهم.

الأهداف لمجالس الآباء : -
ولقد أشارت صلاح الدين ( 2000 )، أن معظم المراجع العلمية تجمع على الأهداف التالية لمجالس أولياء الأمور: فلقد وردت لدى عساف ( 1995 ) والدويك وآخرون ( 1998 )، ومصطفى وآخرون ( 1977 ) وصبحي ( 1998 ) كما يلي : -
1.     تعميق الصلة بين البيت والمدرسة.
2.     تمهيد الطريق لنمو التلميذ تنمية شاملة.
3.     نشر الوعي الصحي بالتعاون مع المراكز الصحية، ورعاية الأمومة والطفولة.
4.     نشر الوعي التربوي بين أولياء الأمور.
5.     العمل على تحسين العملية التربوية بسد حاجة المدرسة من أثاث وبناء ووسائل تعليمية وغيرها.
6.     إيجاد حلول للمشكلات التي لا تقدر المدرسة على مواجهتها بمفردها.
7.     يتعلم أولياء الأمور من خبرة المعلمين.
8.     يتعرف أولياء الأمور على قوانين المدرسة.
9.     تفعيل دور المدرسة كمركز ثقافي.
10.     تعتبر مجالس أولياء الأمور صمام الآمان للحفاظ على المسرة التربوية، وفتح قنوات الاتصال والتعاون بين أولياء الأمور والمدرسة لمصلحة الطالب.
11.     تشجيع المجهودات المقدمة من الأفراد لمصلحة المدرسة.
12.     توجيه أوقات الفراغ للطلاب والأهالي.
13.     تعزيز الثقة بين أولياء الأمور والمدرسة.
14.     توضيح مهمة المدرسة ومسيرتها وأهدافها.
15.     دراسة حاجات الطلبة من خلال المجتمع المحلي.


وقد ورد في صلاح الدين ( 2000 ) لرسالة الماجستير، وفي كتاب وزارة التربية والتعليم الفلسطينية الذي نشر ( 1994 ) عن الأهداف العامة لمجالس أولياء الأمور وهي :-
1)     توثيق المودة وإزاحة الحواجز النفسية بين أولياء الأمور والمدرسة، وهذا يعطي الطالب الإحساس بالأمان.
2)     تبادل الرأي بين المعلمين وأولياء الأمور بأمور تربية الطالب والتنسيق بين المدرسة والبيت مما يحقق للطالب النمو السليم في شخصيته.
3)     معرفة دور المعلم من جانب أولياء الأمور ومدى خطورة دوره، ومعرفة القوانين والنظم المقدمة من وزارة التربية والتعليم، والأنشطة التي تقوم بها.
4)     التعاون في حل المشكلات وتذليل الصعوبات.

العناصر الأساسية المكونة لمجلس الآباء والمعلمين : -
لقد ورد في كتاب الدويك وآخرون ( 1998 ) إن العناصر الأساسية لنجاح هذه المجالس يعتمد على الآباء والمعلمين، بحيث يكون هناك قدر مشترك من التفاهم بين الطرفين نابع من شعورهم بالمسؤولية، وتقديرهم بضرورة التعاون لما له من فائدة للمصلحة العامة.

التشكيل الإداري لمجلس أولياء الأمور :-
     ورد التشكيل الإداري في كتاب لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية لعام ( 1994 ) كما يلي :-
1.     الهيئة العامة : تتألف من أولياء الأمور وكل معلمين المدرسة وكل من يهمه أمر المدرسة، ويكون مدير المدرسة هو رئيس الهيئة العامة، وتجتمع الهيئة العامة بدعوة من مدير المدرسة ( رئيس الهيئة العامة ) لثلاث مرات في العام الدراسي، ويمكن دعوة أولياء أمور كل صف إلى اجتماع أو أكثر. ويتم في أول اجتماع انتخاب الهيئة الإدارية من قبل الهيئة العامة، وللهيئة العامة الحق في مناقشة التقرير السنوي الذي تصدره الهيئة الإدارية، وتقديم التوصيات والاقتراحات والإطلاع على أنشطة المدرسة وأعماله.
2.     الهيئة الإدارية : وهي الهيئة التي يتم انتخابها من قبل الهـيئة العامة بعدد لا يقل عن ( 3 ) ولا يزيد عن ( 9 ) من المعلمين وأولياء الأمور، بشرط أن لا يقل عدد أولياء الأمور عن النصف، وتجتمع هذه الهيئة مرة كل شهر دراسي على الأقل، ويحق لها الاجتماع عند الحاجة لأكثر من مرة.
وتنتخب الهيئة الإدارية من يشغل المراكز التالية : -
أ‌-     الرئيس ( وعادة يكون المدير ).
ب‌-     نائب الرئيس.
ت‌-     أمين السر.
ث‌-     أمين الصندوق.                ( صلاح الدين، 2000 )

وفيما يلي نورد بعض الوسائل والأساليب المقترحة لتفعيل التواصل بين البيت والمدرسة :-
     إخطار أولياء الأمور بمستوى أبنائهم أولاً بأول والتعاون معهم لحل مشكلاتهم .
 التواصل المستمر مع أولياء الأمور وتنشيط العلاقة معهم ودعوتهم للمشاركة في المناشط والبرامج المختلفة والاحتفالات .
 تكريم الطلاب المتفوقين في التحصيل العلمي والمتميزين في الأنشطة المدرسية وذلك بحضور أولياء أمورهم.
 الاهتمام بعلاج المتأخرين دراسياً بمشاركة أولياء الأمور.
      تكريم أولياء الأمور المتواصلين والبارزين والمتعاونين مع المدارس في المناسبات المختلفة.
 تفعيل دور مجالس الآباء والأمهات للإسهام في توثيق الصلة بين البيت والمدرسة حيث أن مجالس الآباء والأمهات في الواقع تعتبر من أهم الآليات المناسبة لربط البيت بالمدرسة.
 تبنى المدارس لأسلوب اليوم المفتوح وأسبوع تنمية العلاقة بين البيت والمدرسة وإشراك أولياء الأمور في ذلك.
 تكثيف الندوات والمحاضرات وحملات التوعية لأولياء الأمور لتوضيح أهمية التعاون مع المدارس وزيارتها وفوائدها لأبنائهم الطلاب وتوضيح الأضرار الناجمة عن عدم التعاون و التواصل مع المدارس التي تنعكس على أبنائهم.
(
http://www.moe.gov. ورقة قدمتها دائرة التعليم بمنطقة الباطنة شمال التعليمية )

ويرى رضوان وآخرون ( ب ت ) في كيفية إنشاء المدرسة روابط طيبة مع المجتمع المحيط بها :-
1)     وجوب الزيارة بين المدرسين وأولياء الأمور.
2)     تكون جمعية الآباء والمدرسين.
3)     تكوين مجلس استشاري يهتم بالاختصاصات المختلفة للأفكار والثقافة العالية.
4)     إسهام المدرسة في برامج محو الأمية أو تعليم كبار السن.
5)     إشراك الأهالي بنشاطات المدرسة وتمويل هذه النشاطات، لكي يستطيع الأهالي العلم بما للمدرسة من نشاطات مفيدة للمصلحة العامة.
6)     إشراك المدرسة من مدرسين وطلاب في خدمات عامة للمجتمع المحيط، مثل القيام بحملة نظافة، أو القيام بحملة تصليح في الشوارع والحدائق العامة.
7)     من أهم ما الأشياء التي تهم الأهل هي نمو ابنهم بالشكل السليم، فشعور الأهل اهتمام المدرسة بهذا الجانب يجعل الأهالي أكثر قربا منها.
8)     الاتصال بالهيئات العامة من خلال دعوة الخبراء في البيئة لتقديم معلومات مفيدة للطلاب، بالإضافة إلى زيارة المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الموجودة في المجتمع.
9)     العمل على الاهتمام على التراث والآثار من خلال الزيارات إلى المتاحف أو إنشاء متاحف خاصة داخل المدرسة، هذا يساعد الأهالي على الصلة مع المدرسة بكثر الزيارات والترابط معها.
10)     دراسة الطبيعة وحل مشكلاتها؛ فالطبيعة تساعد التلميذ في تعلمه ودراسته من الملموس المحسوس إلى المعنوي المجرد، وهذا ما يبحث فيه علم النفس.
11)     إن إنشاء المخيمات الدراسية من الأمور التي تساعد الأهالي على الاهتمام بالتواصل مع المدرسة.
12)     استغلال خامات البيئة.
( رضوان وآخرون، ب ت )
وظائف مجالس الآباء والأمهات : -
بناء على ما ذكر سابقا يمكن تصنيف مهام مجالس الآباء والأمهات كما يلي :-
أ
ولا : المجال الأكاديمي : -
‌أ-     يساعد ملس أولياء الأمور على إقامة دورات تقوية بعد الدوام وفي العطل الصيفية بأجور رمزية.
‌ب-     إذا كان المجلس يضم بعض الأخصائيين في مجال ما فقد يفيد مجتمع المدرسة داخليا وخارجيا.
‌ج-     يتم إقناع الأهالي بمتابعة واجباتهم أولادهم وتقدمهم في الدراسة.
‌د-     توصيل النظريات التربوية الحديثة إلى الأهالي بطريقة سليمة حتى يزيد التحصيل عند أبنائهم.
‌ه-     تتم المساعدة بين المعلمين والأهالي للمشكلات الدراسية التي تواجه الطلاب حتى يتم التوصل إلى أسبابها وحلها.
‌و-     يساعد المجلس عقد دورات محو ألامية للأهالي.
‌ز-     أحيانا يساعد مجلس الآباء بالكشف عن وجود مدرس فاشل يكون سببا في التأخر الدراسي لبعض الطلبة.

لقد أشار غسان رفيدي ( 1991 ) إلى أن المدرسة هي المحور الأساسي في عمليات التنشئة الاجتماعية، كما يضيف أن العمليات التربوية من أهم مسؤوليات الشعوب، فمن المهم جدا وجود علاقة بين الأهالي والمدرسين لتبادل الخبرات والمناقشات حول الطالب، وهذا يساعد التقدم الدراسي للطالب خصوصا انه يوجد فروق فردية بين الطلاب، وبهذا يكون دور المعلم ودور الآباء مكملان لبعضهما للوصول إلى الهدف التعليمي. ( صلاح الدين، 2000 )

ثانيا : المجال الاجتماعي : -
•     يفيد أبو سماحة ( 1995 ) إلى أهمية الأسرة ومدى مساهمتها في مجال التنشئة الاجتماعية، فعليها أن تقوم بدورها، وعلى الأسرة أن تعمل على الاتصال المستمر مع المدرسة لمتابعة ابنها.
•     أما غسان فيقول ( 1995 ) : \" إن الثقافة هي ما يميز امة عن أخرى، عليه فان المدارس يمكنها أن تكون أساساً لثقافة المجتمع ويجب تشجيع عملية التهيئة الاجتماعية في المدارس، لذلك لا بد من التعاون الوثيق بين المجتمع والهيئة التدريسية والمدارس، حيث تقوم كل جهة بتعزيز المفاهيم الجديدة للجهة الأخرى، فالمدرسة تقوم ببث ثقافة حياتهم الاجتماعية والاندماج فيها. ( صلاح الدين، 2000 )
•     ويعلن عساف عن أرائه ( 1995 ) عن موضوع مجالس الآباء، فيعتبر العلاقة المكونة بين الطالب وأسرته والمدرسة هي علاقة ثلاثية. فالمدرسة توفر للطالب التعليم لتوفر له مستقبلا المكانة الاجتماعية والوضع المهني بما يناسب وضع الأسرة ورغبتهم، على أن هذا الطالب سيساعد في تنمية مجتمعه على صعيد المجتمع المحلي وصعيد المجتمع الدولي كما انه سيقدم خدمات للدولة في مجال دراسته. ( صلاح الدين، 2000 )
•     ولو انه هناك وظائـف أخرى لمجالس الآباء في المجـال الاجتماعي تراه الباحثة، مثل : -
1.     يكون هناك تكامل وتوافق في تربية الطفل بين المدرسة والأسرة؛ فيما يساعد على بناء القيم والأخلاق الحميدة.
2.     يتم ترتيب بعض النشاطات الاجتماعية بالاتفاق فيما بين المدرسة والمجتمع المحلي؛ ما يقوي دور المدرسة في المجتمع.
3.     ممكن أن تكون هناك نشاطات اجتماعية يقوم بها الطلاب مع الأسرة من خلال المدرسة، أو الطلاب فقط مع المدرسة، مثل زيارة كبار السن في دور المسنين خلال يوم عيد الأسرة أو ألام، زيارة الأمهات التي في المستشفيات تلد أو مرضى في يوم عيد ألام، زيارة بعض المدارس أو دور المعاقين، أو زيارة بعض المصانع الإنتاجية المهمة في البلد، زيارة الآثار والتعرف عليها، أو تنظيم حركة المرور، أو مساعدة الفلاحين في مواسم القطف مثل موسم قطف الزيتون.
4.     القيام ببعض البرامج الترفيه للمجتمع المحلي من خلال المدرسة، مثل تنسيق الرحلات بمشاركة الأسر للطلاب تحت برنامج ( اعرف وطنك )، تفعيل المهرجانات المهمة في المناسبات الوطنية والقومية، مثل غرس الأشجار يوم عيد الشجرة.
5.     قيام بعض الأهالي على العمل بتوفير بعض الحملات المجانية بالتنسيق مع المدرسة، مثل حملة طبية، حملة تبرعات، حملة تبرع دم، حملة تبرع بكتاب لإنشاء مكتبة في الحي، مساعدة الطلاب الذين تكون حالتهم الاقتصادية سيئة.
6.     المشاركة في إيجاد فرص عمل لبعض الطلاب الذين بحاجة، من منظور المساعدة المالية، لتعليم الطالب على الاعتماد على النفس والاعتزاز بقيمته الاجتماعية.

ثالثا : المجال الاقتصادي : -
     يعتبر هذا الموضوع حساس جدا في نظر كثير من الأهالي والإدارات المدرسية، لما له من عواقب غير مرضية أحيانا إذا استغل بطريقة سيئة أحيانا، إلا انه يفيد كثيرا إذا تم استغلاله بطريقة جيدة ومفيدة للمدرسة وللمجتمع المحيط للمدرسة، ولكن هناك بعض الوسائل والطرق للعمل بهذا المجال مثل :-
1.     التبرع ببعض الأجهزة التي تحتاجها المدرسة من قبل الأهالي.
2.     مشاركة مجلس الآباء مع المدرسة في تنظيم معارض للمنتجات التي ينتجها أولياء الأمور، أو أبنائهم لاستغلال العائد المالي منها في مصلحة المدرسة من تصليحات أو إضافات.
3.     تبرع بعض الأهالي من قرطاسية وكتب يحتاجها الطلاب لتوزيعها على الطلاب المحتاجين.

وتؤكد الباحثة على هذا النموذج من المساعدات حيث رأته فعلا في قرية من قرى فلسطين كانت تتابعها وتدعى إلى بعض معارضها وحفلاتها، وترى كيف أهالي القرية يتبرعون لهذه المدرسة، فقد تفاجأ بأب يتبرع ببناء بعض الصفوف، وأب آخر يتبرع بشراء أجهزة حاسوب، وأب ثالث يتبرع بنواقص مدرسية أخرى، علاوة عن الأمهات التي كن يقدمن المأكولات الشعبية كضيافة بالإضافة كعرضها للبيع والتبرع بمبالغها، وهناك من الأمهات التي تبيع قطع من التطريز التي أنتجته في هذا المعرض لتتبرع فيما كسبته للمدرسة، وطبعا هذا الشعور بالانتماء للمدرسة والاهتمام على تطويرها لم يأتي للأهالي بدون سبب، لقد كان بفضل المديرة التي كانت تكسب الأهالي وتوعيهم أن كل تطور وكل تحسين يعود على أبنائهم بالخير والتقدم، وكانت تعمل الاجتماعات الدورية لتوعية الأهالي، وتكون دائما أولهم في أي شيء يساعد على تطور المدرسة وتقدمها.


رابعا : المجال الإرشادي : -
1.     ومن أهم هذا الجانب هو حل المشاكل التي تواجه الطلبة بين بعضهم أو مشاكل الطلبة مع المدارس أو حتى خارج المدرسة، وهذا كله لا يحل إلا بتفهم الأهالي بمهمة الإرشاد التربوي وأهمية عمل المرشد التربوي في المدرسة، وكيف يجب أن نمده بالمعلومات اللازمة لحل هذه المشاكل.
2.     وأحيانا يتم عمل بعض النشاطات بمساعدة الأهالي داخل المدرسة أو خارجها للطلبة ليتعلموا الاعتماد على النفس، والاهتمام بالمسؤولية.

وهذا ما تؤكده صلاح الدين ( 2000 )، بتوضيح أهمية مجالس الأمور عن عمل المرشد التربوي في المدرسة وما أهمية تعاون الأهالي معه، وما مدى أهمية هذا على تحصيل الطالب في المدرسة، وسلوكه فيها. ( صلاح الدين، 2000 )

خامسا : المجال الصحي : -

1.     عمل المدرسة للندوات الصحية للمجتمع المحلي بالاشتراك مع أولياء الأمور، هذا يساعد على التوعية الصحية عند الأهالي، وعند الطلاب أنفسهم.
2.     تنظيم الحملات الصحية من قبل مجالس الأمور بالاشتراك مع الإدارة المدرسية، له عائد صحي جيد.
3.     تدريب الطلاب على العادات الصحية الجيدة، من أهم الأمور السلوكية في الرعاية الصحية.
4.     تدريب وتعليم الطلاب على الاهتمام بنظافة البيئة، نضمن بيئة صحية حولنا، وهذا لا يكون إلا إذا كان المدرسين والمدير أولهم في الاهتمام بنظافة المدرسة.
5.     تدريب وتعليم الطلاب كيف يتم تناول الغذاء السليم وما هو وما أهميته للجسم، وهذا ما يمكن تقديمه أيضاً للأهالي عن طريق تنسيق ندوات غذائية صحية.

ولقد مرت الباحثة بالاهتمام على أمور النظافة لدى المدرسة، وتقصد نظافة المدرسة، حيث عاصرت الباحثة وهي طالبة صغيرة مديرة مدرستها عندما كانت تراه من لحظة دخولها للمدرسة حتى وصولها مكتبها، تلملم الأوراق والمهملات التي تجدها في طريقها داخل ساحة المدرسة، ما إنها كانت دائما ترصد جائزة لأنظف صف أسبوعياً وخصوصا إن تنظيف الصف على طالباته موزع على لجان الطالبات بشكل دوري في الصف. علاوة على توزيع لجان لتنظيف الساحات يوميا بشكل دوري قبل في نهاية الدوام.
سادسا : المجال النفسي :-
1.     إن مشاركة الأهالي مع المدرسين في تنسيق الندوات والفعاليات تساعد على إزالة الحواجز النفسية و الاجتماعية بين المدرسة والبيت.
2.     يقوم المجلس بلفت نظر المعلمين للحالات التي تحتاج إلى رعاية بشكل خاص.
3.     يقوم بعض مجالس القروية للقرى بمساعدة توفير الراحة للمعلمين من خلال توفير المسكن والمشرب لهم في الظروف الصعبة.
4.     يساعد المجلس أولياء الأمور في تعزيز شعورهم بالثقة في المدرسة.

سابعا : المجال الإداري :-
1.     عندما يتفهم أولياء الأمور بفهم قوانين المدرسية هذا يساعد الإدارة المدرسية بالعمل على نحو مرضي.
2.     أحياناً يتم اقتراحات مفيدة إداريا من قبل مجلس الآباء، ومن ثم يتم رفعها إلى المسئولين.
3.     يساعد مجلس الآباء المدرسة بضبط النظام فيها.
4.     يساعد المدرسة في تخطيط بعض الدورات الحرفية.

ثامنا : المجال الوطني :-
1.     تعميق المفاهيم الوطنية وتنمية القيم الأخلاقية والوطنية لدى الطلبة، بالإضافة إلى الاهتمام والحفاظ على البيئة المحلية.
2.     تنسيق الحفلات الوطنية أو دور المتاحف تعمل على الحفاظ للتراث الوطني.

المعيقات والعوامل : -
أما المعيقات والعوامل التي تحول دون فاعلية مجالس الآباء والمعلمين كما وردت عند الدويك وآخرون، ( 1998 ) : -
1.     عدم وضوح دور مجالس الآباء والمعلمين في العملية التربوي عند أعضاءها يكفي لفاعلية هذه المجالس في العملية التربوية.
2.     قلة وجود مقابلات منظمة بين المعلمين وأولياء الأمور قبل تشكيل مجالس الآباء والمعلمين لاقتصارها على المناسبات، أو عند حدوث مشكلة للطالب، فليست هناك محاولات كافية يقوم بها كل منهم بالاتصال بالآخر لان وزارة التربية هي المشرف الأول على التربية. ( الدويك وآخرون، 1998 )

ويضيف الدويك وآخرون ( 1998 )، إن عدم وضوح الأهداف فيرجع إلى قلة التوعية وعدم اغتنام الفرص لانعقاد جلسات المجلس. ثم عدم اختيار الوقت المناسب لعقد هذه الجلسات. بالإضافة إلى اعتماد الأهالي على المدرسة في التربية، وعدم الشعور بالفائدة المرجوة منها، ومشاغل الأهالي التي تحول دون انتظام هذه الجلسات ومتابعة قراراتها، علاوة على عدم الإشراك الفعلي للأولياء في وضع جدول الأعمال والأهداف وأخيرا ضعف العلاقة بين الطرفين. ( الدويك وآخرون، 1998 )
وتضيف الباحثة أن من أسباب المعيقات وعدم استمرارية هذه المجالس؛ هو الروتين الذي يواجهه المجلس عند عرض أي مشروع أو اقتراح لرفعها إلى الجهات الرسمية بالطرق الروتينية مما تؤدي إلى تأخيرها وبالتالي فقدان أعضاء المجلس حماسهم للموضوع، وأحيانا ينتهي العام الدراسي والرد لم يصل لتأخره عند ذوي الشأن. مما جعل بعض الأهالي يفقدون الثقة بمثل هذه المساعدات التي يقدمونها برضا ونفس طيبة إلى مجتمعهم من خلال المدرسة، حتى أصبح عند بعضهم الشعور إن مثل هذه المجالس هي مضيعة للوقت، كما أنها أثرت على تفكير أولياء الأمور بالمساعدة لأنهم اعتبروها غير مجدية.

     وترى الباحثة انه على جانب آخر من الأسباب المعيقة والتي تؤدي لعدم استمرارية هذه المجالس، اختيار أوقات الاجتماع من النهار حيث يتم اختيارها خلال دوام الآباء في وظائهم مما يعيقهم مغادرة عملهم في كل مرة لحضور الاجتماع فيتقاعسون مرة مع مرة حتى يبتعدوا عن المجلس.
     وهناك كثير من الدراسات السابقة حول عدم فعالية واستمرارية هذه المجالس فمنها على سبيل المثال وليس الحصر :-
•     قام عطوة ( 1982 ) بدراسة بعنوان مجالس الآباء والمعلمين في المدارس الثانوية العامة في محافظة الدهلقية : دراسة تقويمية، وذلك بهدف التعرف على مدى فاعلية مجالس أولياء الأمور والمعلمين في المدارس الثانوية، التعرف على الواقع الحالي لمجالس أولياء الأمور والمعلمين في المدارس الثانوية، وقد توصلت الدراسة إلى أن مجالس أولياء الأمور والمعلمين لا تقوم بدورها الكامل وأنها بعيدة عن الصورة التي يجب أن تكون عليها. ( غنيم، 1996 )
•     وجاء مخدوم ( 1984 ) بدراسة بعنوان \" مجالس الأمهات والمعلمات ودوره في إدارة المدارس الثانوية العامة لتعليم البنات بمكة المكرمة \" هدفت دراسته إلى التعرف على مدى تحقيق مجالس الأمهات لأهدافها في المدارس الثانية أو معرفة الصعوبات التي تحد من فاعلية هذه المجالس.
وجاءت نتائج الدراسة لتؤكد بأهمية مجالس الآباء إلا انه لا يوجد التزام بعقد هذه المجالس كما تنص عليها القوانين، وبهذا هي لم تحقق الهدف المنشود. ( غنيم، 1996 )
•     وقامت صلاح الدين ( 2000 ) بدراسة بعنوان \" فاعلية مجالس أولياء الأمور من وجهة نظر المديرين والمعلمين والمرشدين التربويين في المدارس الحكومية في محافظة رام الله\".
توصلت الدراسة إلى درجة فاعلية مجالس أولياء الأمور في المدارس الثانوية الحكومية في محافظة رام الله من وجهة نظر المديرين والمعلمين والمرشدين التربويين كانت الدرجة الكلية للفاعلية منخفضة جداً، حيث وصل المتوسط إلى ( 2.29 ) درجة من اصل ( 5 ) درجات، أي ما نسبته ( 45.8% ) وهي نسبة منخفضة، وعلى الترتيب التنازلي التالي :-
1.     المجال الاجتماعي.
2.     المجال الوطني.
3.     المجال الإداري.
4.     المجال النفسي وإرشاد الطلبة.
5.     المجال الأكاديمي.
وتؤكد الدراسة إن السبب في انخفاض فاعلية مجالس أولياء الأمور في المدارس الثانوية والحكومية في محافظة رام الله يعود إلى : -
1.     وجود فجوة بين المدرسة والبيت.
2.     هناك ضعفا شديدا في العلاقة بين الأسرة والمدرسة.
3.     وان أولياء الأمور غير متشجعين للعمل المشترك مع المدرسة.
4.     انخفاض قيمة التعليم في المجتمع.
5.     وعدم اهتمام الطلبة بالتحصيل العلمي، مما يبعد الأهل _ خاصة غير المتعلمين منهم _ عن المشاركة في حياة أبنائهم التعليمية.

     وفي رأي الباحثة أن هناك كثير من الطرق التي تساهم في تفعيل مجالس أولياء الأمور ومنها :-
1.     أن يتم اختيار أعضاء المجلس على أساس الكفاءة والمهتمين بالموضوع.
2.     تشجيع الأهالي على إنجازاته، وعدم التبخيس به.
3.     أن يتم اختيار الوقت المناسب للأهالي والمعلمين، فلا يتم اختيار الوقت الذي يناسب جانب الآباء وينسى المعلمين أو بالعكس.
4.     اخذ القرارات بموضوعية.
5.     أن يكون النقاش والمتعامل بلباقة وإنسانية.
6.     أن تعمل الوزارة بجدية في دراسة المشاركات المرفوعة أو المساعدات المعروضة، فلا تؤخرها حتى ينتهي العام الدراسي ولا تنفذ فتذهب أهميتها سدى.

الخاتمة

     مما تم عرضه خلال الصفحات السابقة نتوصل إلى أهمية دور مجالس أولياء الأمور، فمجالس أولياء الأمور إذا تم تفعيلها جيدا تستطيع أن تفيد المجتمع المحلي من عدة جوانب وفي عدة مجالات، ولكن للأسف الشديد المعيقات التي تعمل دائما على قتل هذه المجالس وعدم إخراج أعمالها إلى النور، إلا أننا نرى أيضاً انه يمكننا العمل على السيطرة على هذه المعيقات، وتذليلها إلى صالح العام للمجتمع المحلي والوطني.
     لكن هنا نقول أن أهم ما في الأمر هو؛ الإدارة الرشيدة والإدارة الحكيمة، والإدارة التي تعمل دائما إلى الصالح العام، هي الإدارة التي تستطيع العمل على إنجاح هذه المجالس والاستفادة منها، كما ذكرت الباحثة في تجربة لإحدى القرى الفلسطينية وما تم من تطور بفضل مديرة مدرسة لها رؤية نافذة وحكيمة ورشيدة.

0 commentaires:

إرسال تعليق

مواضيع ذات صلة